من طرف الثلاثاء 26 أغسطس 2008, 7:57 pm
النائب الحمساوي أيمن دراغمة لـ"إخباريات": لن تقوم إمبراطورية أفلاطون في غزة ولا سند قانوني لجلسات التشريعي هناك |
20/08/2008 23:09:00 |
أجرى الحوار: يوسف دراغمة- جلسات المجلس التشريعي المنعقدة في غزةليس لها سند قانوني، ومن الناحية السياسية تعتبر هذه الجلسات جزء من حالةالانقسام الداخلي الفلسطيني. ـ الفرقة بين حماس وفتح قضية معقدة ويعود ذلك لتداخل الأصابع الإقليميةوالدولية فيها وللاحتلال ومصالح الأحزاب وبعض الأشخاص دور كبير في تلكالفرقة. ـ هناك الكثير من القيادات الفلسطينية لا تريد الحوار الوطني لكي لا تفقد كرسيها. ـ يجب محاكمة وسائل الإعلام الفلسطينية والجزيرة هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي اشعر بمهنيتها. كل العناوين السابقة، كانت جزءا من حديث مطول للنائب عن حركة حماس أيمن دراغمة مع شبكة "إخباريات"، تحدث فيه حول الواقع الفلسطيني، وانتقد الصورة القائمة في الوقت الراهن، داعيا إلى تحقيق مصالحة وطنية شاملة، ويوضح النائب دراغمة أنها لن تقوم أمبراطورية أفلاطون في غزة، ولا هونج كونج في الضفة، وفيما يلي نص الحوار كاملا:
الدكتور ايمن كونك نائبا في المجلس التشريعي، كيف تقيم وضع المجلس في ظل الأوضاع الراهنة؟إن المجلس التشريعي أصيب بالشلل بعد اختطاف أعضائه،ويقتصر عمله على نشاطات فردية للأعضاء تنحصر في لقاءات إعلامية وعلاقات عامة داخلية وخارجية، ومتابعة لقضايا المواطنين. أما الواجب الرئيسي وهو التشريع والرقابة على أداء السلطة التنفيذية فهو مجمد.ك ما نقوم بدور رقابي فردي من خلال الجهود الشخصية أو بالمشاركة مع مؤسسات المجتمع المدني، وكما نقوم ببعض المشاركات السياسية للخروج من الأزمة الحالية. وبالإضافة إلى ذلك نقوم بمتابعة جهود الحوار وكما أن بعض الإخوة في فتح وآخرين يعملون في مجموعات عمل وقد حضرت احدها وطرحت عليهم مبادرة لإحياء دور المجلس من خلال حوار بين الكتل والقوائم البرلمانية وللأسف رفضت. ماهي أسباب الإخفاقات في أداء عمل المجلس التشريعي؟ ما قامت به قوات الاحتلال من اختطاف أعضاء المجلس التشريعي الأمر الذي أدى إلى إعاقة تحقيق النصاب إلا من خلال التوافق بيت الكتل البرلمانية، والسبب الآخر لإخفاقات المجلس التشريعي هو عدم التوافق بين الكتلتين الكبيرتين الإصلاح والتغيير وكتلة حركة فتح. هل انتم راضون عن أنفسكم كنواب تجاة عملكم في خدمة الناس الذين انتخبوكم؟ بشكل فردي لا يتحمل النائب مسؤولية التعطيل، وغالبية الأعضاء يبذلون قصارى جهدهم للقيام بالواجب في حدود المتاح ويمتاز الأعضاء الحاليون بالحيوية والنشاط والتنافس. ولكن مساحة العمل البرلماني محصورة بسب التعطيل الذي ذكرته سابقا. باعتقادك هل مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية كان إيجابا أم سلبا ولماذا؟ مشاركة حماس في الانتخابات سواء تشريعية ومحلية كان هاما وضروريا.المشكلة تنحصر في أمرين تدخل خارجي فيما بعد نتائج الانتخابات، وعدم القبول الفعلي والتعاطي مع نتائج الانتخابات فلسطينيا ومحاولة الالتفاف عليها بوسائل مقيتة وظهور أصوات تنادي بالانقلاب على الانتخابات من أول يوم. فيأحدى التصريحات الصحفية لك تحدثت أن الرئيس أبو مازن أبدى إشارات ايجابية للوضع الفلسطيني الحالي.هل لك أن توضح لنا ذلك؟ نعم خلال ذلك اللقاء شعرت بجدية أكثر من السابق لدى الرئيس أبو مازن تجاه الحوار وخلا اللقاء من اشتراطات واستخدام عبارات سابقة سمعتها في لقاءات أخرى، وظهرت أجواء ايجابية وودية بقدر أكبر.وهنا وبعد هذا التصريح سألني إعلاميون كثر وأجبتهم بأني أتوجه بسؤالي إلى سيادة الرئيس أبو مازن،لماذا لم يبدأ الحوار بعد؟ هناك أحاديث كثيرة تدور حولكم بالنسبةلماذا لم يتم اعتقالك حتى الآن؟ خاصة أن غالبية نواب حماس تم اعتقالهم منقبل إسرائيل؟ ماذا ترد على ذلك؟ للاحتلال أجندته التي لا يشاور فيها فلسطيني. فلم تتم استشارة أي من أعضاء المجلس الذين تم اعتقالهم، وربما من بقي خارج السجن عانى أكثر ممن اعتقلوا من ناحية أمنية ولأسباب أنهم تحملوا أعباء ثقيلة في ظروف معقدة. كونك عضوا في حركة حماس في الضفة وفي ظلالظروف المتوترة بين حركتكم وحركة فتح.ماهو دوركم في تقريب وجهات النظروحل الأزمة بين الأخوة المتخاصمين؟ إعلاميا انحزت للوطن على حساب أي آمر آخر. واعتبر نفسي منحازا للمصلحة العامة. ولذا عملت ما استطعت للحد من المخالفات في غزة والضفة بنفس الدرجة، وناشدت الجميع للعودة للحوار وعملت مع مجموعة من الإخوة من أعضاء المجلس وغيرهم للقيام بدور وسيط لحل الأزمة. وتواصلنا مع قيادات فتح والسيد الرئيس هنا ومع غزة كذلك، وبذلت كل الجهد لوقف انتهاكات حقوق المواطن من خلال اللقاءات الخاصة مع المسئولين والمشاركة في لقاءات وورشات عمل من اجل ذلك، ولا زلت أحاول كل جهد من اجل وقف التوتر وتهيئة أجواء الحوار الوطني الفلسطيني. كيف كان لنواب حركة فتح دور في أنجاح آو إفشال انعقاد جلسات المجلس؟ من أسباب تعطل المجلس التشريعي بعد اختطاف النواب عدم التوافق بين نواب حركتي فتح وحماس وعدم تقديم مصلحة المجلس على مصلحة الكتل ولغياب قانون يحمي العملية التشريعية في مثل هذه الظروف ظل انعقاد المجلس رهينة لدى الكتلتين الأكبر. هل حماس تكتفي بعمل المجلس الذي يعقد في غزة ؟ والضفة إلى متى؟ المشكلة التي أصابت المؤسسة التشريعية هي جزء مما أصاب الحالة العامة والنظام السياسي الفلسطيني ككل، وبذلت جهود لإخراج المجلس من حالة الانقسام ولم تفلح لانة فصل من فصول التوافق والخلاف، وطبعا ما يجري في غزة والضفة ليس هو النموذج إنما هي مجموعات عمل برلمانية. إن استمرارانعقاد المجلس في غزة يزيد من الفرقة بين حماس وفتح حسب رأي كثير من المحللين والنقاد. فلماذا تستمر حماس في عقد المجلس في غزة ؟ أن قيام أعضاء المجلس بدور رقابي حتى في ظل تعطيل المجلس أمر هام حتى لا تنفلت السلطة التنفيذية سواء في الضفة أو في غزة من آلية المراقبة ولكن المشكلة في القيام بهذا الدور بشكل جدي وليس شكلي. هل مشاركتك في جلسات المجلس المنعقدة في غزة أمر سياسي أم واجب شعبي؟ وما شرعية هذه الجلسات؟لم أشارك في جلسات غزة لموقف شخصي ولأسباب قانونية وسياسية، وبخصوص شرعية الجلسات فمن ناحية قانونية ليس لها سند قانوني لغياب قانون ينظم ذلك. ومن الناحية السياسية جزء من حالة الانقسام. ومن الناحية الوطنية موقف وطني لو تم بشكل توافقي ووحدوي للوقوف في وجه المؤامرة التي أريد منه إفشال المؤسسة التشريعية وتعطيل نتائج الانتخابات واختطاف القانون، وإدخال الحالة الفلسطينية في حالة الصراع ودوامة الأزمة الحزبية. هل ما قامت به حماس في غزة معقول ؟وما موقفك مما حدث؟ في البداية يجب دراسة الأسباب ولا بد من العودة لما قبل ذلك حيث حالة الانقلاب التي استمرت اشهر والتي كانت تهدف لإسقاط الحكومة وتجربة حماس بالقوة من خلال خطة كشفتها مجلة "فنتي فيرالامريكية" التي تحدى رئيس تحريرها الرئيس الأمريكي جورج بوش للمواجهة أمام القضاء، حيث يمتلك تقارير ووثائق رسمية تثبت تورط إدارة بوش من خلال دايتون ورايس في أحداث غزة. وقبلت حماس بتشكيل لجنة تحقيق من قبل جامعة الدول العربية في حين رفضتها حركة فتح، واعتبرها ياسر عبد ربه تدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي. ما هو مستقبل قطاع غزة بعد انفراد حماس بالحكم فيها؟ قطاع غزة تحت الاحتلال سواء ادارتة حماس أم فتح هذا غير مهم للاحتلال، المهم بالنسبة لهم أنه تحت السيطرة، ومؤسسات السلطة أنشئت بتوأمة بين غزة ورام الله لذلك في كلا الحالتين ستدار الأمور بشكل قصري فلن تقوم إمبراطورية أفلاطون في غزة ولن تنشا هونج كونج في الضفة فإذا كنا مع التوحد غير قادرين على المواجهة فما بالك بعد الانقسام. ما اثر غياب رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك عن عمل المجلس وغياب أكثر من أربعين نائبا في سجون الاحتلال؟ بصفته الرجل الثاني في السلطة ولمزايا قيادية وإدارية امتاز بها الدكتور عزيز فان غيابة ترك فراغا هاما خاصة انه كان على علاقة طيبة مع الجميع وخاصة الرئيس أبو مازن وأصبح المجلس بغيابه يتيما.أما بالنسبة للنواب المختطفين فان غيابهم افقد المجلس القدرة على تحقيق النصاب لجلساتة وتعذر عقد أي لقاء إلا بالتوافق وغياب التوافق شل عمل المجلس. ماذا قدم المجلس التشريعي من اجل الإفراج عن الدكتور دويك ؟ اختطاف الدكتور عزيز سياسي بامتياز وربط مع ملف الجندي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط. وحاول المجلس الضغط للإفراج عن رئيسة من خلال علاقاته الدولية والعربية، وشكلت لجنة برلمانية لمتابعة ذلك. لكن جهودها لم تستمر بسب الانقسام. وواصل أعضاء المجلس كل بجهده في تناول ذلك من خلال الإعلام واللقاء مع الوفود الأجنبية والبعثات الدبلوماسية. منالناحية الإعلامية.كيف تتم تغطية الأخبار من قبل الصحف اليومية (أخبارحماس في الضفة )؟وماذا بالنسبة للسياسة التي تنتهجها كل من فضائية الأقصىوتلفزيون فلسطين؟ الإعلام الفلسطيني غير حر وغير محايد وهو إما إعلام حزبي أو منحاز أو مقيد، وهذه صورة معيبة للإعلام الفلسطيني الذي يمثل السلطة الرابعة وكان بامكانه أن يقوم بدور هام وخاصة في ظل تعطيل وغياب دور الرقابة التشريعية. والصحف المطبوعة تتفنن في لعب دور المحرض، وهي تلبس لونا واحدا وتتلاعب بالخبر في جميع تفاصيلة في المعلومة ومكان الخبر وحجمة، ووصلت إلى مرحلة نقل الأخبار مغلوطة، وباختصار يجب محاكمة وسائل الإعلام الفلسطينية لعدم مهنيتها. والصفحة العربية الوحيدة التي اشعر بمهنيتها هي قناة الجزيرة. في تصريح للنائب مصطفى البرغوثي "إن المجلسالتشريعي فشل فشلا ذريعا ولم ينجح في التصدي لأي قضية تهم الشعب الفلسطينيوان على النواب تقديم استقالاتهم" ماذا ترد على هذا القول؟ من ناحية قانونية استقالة النائب بحاجة لانعقاد المجلس للموافقة عليها،وفشل النواب من الخروج من حالة الانقسام زاد من تفاقم الأزمة،حاولنا تشكيل لجنة لإحياء المجلس ولكنها اصطدمت بجدار الانحياز الكامل للثوب الحزبي، ولو قدم النواب استقالاتهم سينشأ فراغ جديد ولا نستطيع إجراء الانتخابات. الأفضل أن تستمر الجهود لإحياء المجلس كمقدمة لتعافي الحالة الفلسطينية، ولا يمكن محاكمة مجلس مختطف. ما هو موقفك من الوضع الحالي (الفرقة بين فتح وحماس) ولماذا لم تنجح أي وساطة لحل الخلاف بين الطرفين؟ مشكلة معقدة تتداخل فيها الأصابع الإقليمية والدولية والاحتلال ومصالح الحزب والأشخاص،وربما الأهم من كل ذلك من وجهة نظري خوف كثير من القيادات من أن أي حوار جدي سيخرجها من مقاعدها وفي النهاية حتى ينجح الحوار لا بد من وجود أسس عدة منها القبول بالعملية الديمقراطية وتداول السلطة والقبول بنتائج الانتخابات والقبول بالشراكة وهذه العملية الديمقراطية ستخرج مؤسسة تشريعية ومجلس وطني يعالج كل التفاصيل المختلف عليها الآن وغدا.. |
|