بعد تشديد الحصار سينتفض سكان القطاع ضد المحاصرين

من طرف الثلاثاء 22 يناير 2008, 10:30 pm

بعد تشديدالحصار سينتفض سكان القطاع ضد المحاصرين

د. يوسف كامل إبراهيم
يعاني قطاع غزة، منذ أشهر عديدة، من حصار محكم وخطير بدأ ينعكس على مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والأخطر في هذا الحصار استهدافه لشرائح المجتمع جميعا وخاصة الفقراء منهم الذين يعتمدون على الخدمات الحكومية فقطاع غزة يعيش في هذه الأيام أشد أنواع الحصار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فالمستشفيات في خطر حيث نفدت جميع الأدوية والاحتياجات الطبية، ومصابو وجرحى الانتفاضة ليئنون ولا يعالجون ولا يؤذن لهم بالسفر للعلاج، حتى إلى مستشفيات الضفة الغربية، ومعظم المصانع قد أقفلت أبوابها وأنضم عشرات الآلاف من أبناء قطاع غزة إلى جيش البطالة ، والمشاكل الاجتماعية بدأت تطل برأسها بقوة ، والبضائع التموينية آخذة بالنفاد وارتفعت الأسعار بشكل جنوني، وطلاب الجامعات في الخارج محرومون من إكمال دراستهم وبدأ الوقود بالنفاد، الأمر الذي يهدد بتوقف جميع وسائل المواصلات ،كما أن محطة الوقود مهددة بالتوقف مما سيؤدي إلى تلف الكثير من المواد الغذائية في المحلات التجارية والبيوت، فقد أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)أن مساعداتها الإنسانية لم تعد تدخل إلى قطاع غزة، بعد إغلاق المعابر مع (إسرائيل)، مشيرة إلى أن القطاع يعيش أسوأ أوضاعه.
وقال المتحدث باسم (الأونروا)، كريستوفر جانيس: "إن كل المعابر مغلقة ولا تمرّ أية مساعدات. من الضروري جداً أن يعاد فتح المعابر لمنع حصول تدهور إضافي للوضع في غـزة، وتفاقم معاناة 1.5 مليون شخص".
وأضاف: غزة مغلقة تماماً. هذا سيزيد الموقف الذي ينذر بكارثة أسوأ.
يأتي ذلك في الوقت الذي أمـر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك "بإغلاق كل الـمعابر" مع قطاع غزة، أمام تواصل إطلاق الصواريخ على (إسرائيل).
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع أن "هذا الإجراء، الذي سيبقى سارياً لعدة أيام، يشمل حركة البضائع والأشخاص".
وفي وقت سابق فقد كشف النقاب عن خطة أعدتها وزارة الخارجية الصهيونية قبل عدة أسابيع، وتشمل عدة خطوات مقترحة لزيادة الضغط الاقتصادي على قطاع غزة. وتشمل الخطة تشديد الخناق على المعابر والتقليل من كميات البضائع التي تدخل إلى قطاع غزة عبر معبر صوفا وكرم أبو سالم إلى أدنى حد ممكن. والتضييق على نقل الأموال إلى قطاع غزة إلى جانب خطوات أخرى تمس بقطاع التجارة فسكان قطاع غزة باتوا مهددين بكارثة إنسانية خطيرة جدا طالت الكثير من أسياسيات الحياة وعلى رأس هذه الأساسيات المتطلبات الصحية والغذائية، فهناك نقص شديد في المواد الأساسية للغذاء في أسواق قطاع غزة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، وقد شكل ذلك عبئا كبيرا على شريحة الفقراء من قطاع غزة والتي تصل نسبتهم إلى 70% من أجمالي سكان القطاع هم دون خط الفقر.
في ضوء تدهور الأوضاع، وعدم وجود إرادة عربية وإسلامية رسمية قادرة على فك الحصار عن غزة ، وفي ضوء رغبة الغرب والإدارة الأمريكية والصهيونية في استمرار الحصار، فمن المنطقي أن نتوقع فعلأ شعبيا يتحرك للمساهمة في تخفيف حدة الحصار المضروب على غزة إلى جانب إمكانية أن يكون هناك تصعيد في أعمال المقاومة لكي تخلق أزمة في المنطقة يتدخل فيها العقلاء لفك الحصار عن غزة، فقطاع غزة يتعرض لحالة من الدمار الشامل ومن المتوقع أن تحصل كارثة تطال كل شيء ومن المتوقع أن تحصل حالة انهيار شامل في قطاع غزة تؤدي إلى انتفاضة شعبية كبيرة في وجه كل من يحاصر القطاع.