فقهاء الظلام و قلقيلية

فقهاء الظلام و قلقيلية

بكر أبو بكر

أحد
قادة القسّام قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في الخليل بعد سنوات من
المطاردة ، وكان الرجل صلبا فلم يمكنهم من نفسه حتى فاضت روحه ، وربما ظن
بعض السذج-وبعض الظن إثم- أن تقوم حماس بخرق الهدنة الموقعة مع الاحتلال
في غزة وإطلاق الصواريخ والمتفجرات باتجاه الاحتلال؟! أو أن ( تلعلع )
ألسنة النواطق المختلفين بالتهديد والوعيد، أو أن يفتى شيخ الفتنة يونس
الأسطل بشن الحرب على إسرائيل؟؟ ولكن ما حصل:هو كما تقول نجاة الصغيرة في
أغنيتها ( الصمت الرهيب ).


ولما
عاثت بعض الشخصيات الظلامية فساداً في قلقيلية لسنوات حتى أطلقت النار
مؤخرا على دورية للأمن ثم اتبعتها بإلقاء قنبلة على رجال الأمن لم يتوقف
لسان (أبوراس) ولسان يونس الأسطل عن الشتم والتهديد والوعيد، وعن الإفتاء
بضرورة سفك دماء الأخوة مكررا نفس سيناريو الإفتاء القذر الذي مارسه في
الانقلاب على السلطة في غزة .

وهذا
الرجل ممن يسمي أمثالهم الكاتب( عزيز نسين ) فقهاء الظلام، لا يردعه رادع
لا من دين ولا ضمير ولا أخلاق ولا حتى عادات مجتمعية عن استسهال تحليل
الدماء في مقابل عصمة دماء جنود الاحتلال ؟؟! حيث ان هذا الشخص ذاته هو من
أفتى بحرمة محاربة الاحتلال عبر المحافظات الجنوبية (غزة) وخرق ما يسمى
بالهدنة معه؟! ولكم في ذلك العجب العجاب وأكل المتبل والكباب .


قام
العابثون في قلقيلية بقتل 4 مواطنين ، ولم يرد كادر الأمن الذي آثر عصمة
الدماء فوسّط عشرات الوسطاء-حتى من قادة حماس في قلقيلية- لثني العابثين
عن فعلتهم ولأكثر من 7 ساعات مفاوضات وحتى بعد مقتل 3 كوادر من الأمن ...
لافائدة.

في
مقابل الصمت على كادر الخليل لعلع النواطق من حماس وفقهاء الظلام وأفتوا
بقتال المرتدين الكفرة ممن مفترض أنهم اخوتهم ، ورغم كل الصبر الذي تحلت
به قوى الأمن لوقف سيل الدم..... لم يرتدع العابثون وهم شخصان وامرأة حزمت
أمرها وألقت قنبلة على قوات الأمن والقنبلة الثانية انفجرت بها .



الحادث المؤلم في قلقيلية وظهور شخصيات مستهلكة لا تضع حرمة للدم
الفلسطيني على الفضائيات والتحريض المتواصل هو وصفة للحرب الأهلية
والانقلاب تماما كما حصل في غزة وثانيا هو إيجاد مبرر ليس لمقاومة
الاحتلال وإنما لتحلل من أي التزام قد يفرض على حماس في مفاوضات القاهرة .


أن
التنظيم الذي يرفض التراجع عن انقلابه في غزة حيث يرفض تشكيل قوة أمنية
مشتركة هناك لا بد له من افتعال المشاكل وإيجاد المسوغات لاستمرار التحكم
في رقاب العباد لخدمة أغراض الغير..... وأولهم إسرائيل التي تضحك عاليا
علينا وتتشدق أن لا شريك .


عندما
يعلن خالد مشعل للأمريكان اننى أنا الممثل فقط ، وعليكم أن تكلموني أنا
فقط، ويدلل على حسن نيته بضبط حديدي لوقف النار في غزة ضد الاحتلال ،
وإشعال النار ضد السلطة الوطنية، واعتباره أن ميثاق حماس ( كادوك ) عفا
عليه الزمن فهو قطعا طالب سلطة وليس مناضل، لان المناضل يحترم الآخرين،
ولأن صاحب الوجهين لا يكون عند الله وجيها فكيف بمتعدد الأوجه .


حماس
قتلت أثناء العدوان على غزة 24 كادرا من فتح ومن المواطنين، ولما فشلت في
صد العدوان وحماية المواطنين ومنع الاحتلال من تخريب بيوتهم حركت فضائيات
الكذب بادعاءات النصر الالهى الذي رفضه حتى بعضهم من العقلاء .


حماس
تواصل الاعتقالات والتعذيب والقتل بلا رحمة والعالم صامت !! لان هذا القتل
معرف بأنه (قتل إسلامي) لذلك فهو مباح؟! وحماس هذه حكمت مؤخرا على ثلاثة
كوادر من فتح بالإعدام بتهم ملفقه ، وظن الحاقدون أن بإمكانهم تكرار نفس
آلية القتل والانقلاب في المحافظات الشمالية ، في حالة تمكن العابثون
المعبئون بالحقد على أخوتهم انتهاك حرمة الأمن واستفزاز الناس ضدهم كما
حاول أن بفعل خالد مشعل إبان العدوان على غزة ، وكما حصل في قلقيلية.


حماس
التي تكدس مئات البنادق وآلاف الذخائر تتحوط من استخدامها ضد المحتل
امتثالا للهدنة؟!ولا تتورع عن استخدامها ضد السلطة الوطنية امتثالا
للأوامر الخارجية وامتثالا لمسعى مشعل طالب السلطة ولفتوى فقهاء الظلام .


نشد
على أيدي قوات الأمن الفلسطينية في ضبطها لأمن واستقرار المواطنين ، ونعتز
بتحريمها للدم لدرجة الصبر على الأذى وإدخال الوسطاء لأكثر من 7 ساعات.
ونحييى المواطنين الذين صوتوا للشرعية بفخر بخروجهم بالآلاف لتشييع شهداء
كوادر الأمن.


وفي
المقابل يجب لجم كل أصوات الفتنة- لعن الله من أيقظها- بتحرك وطني وعربي
وإسلامي مناهض لأساليب حماس الملتوية التي تخدم المحتل وتشوه صورة النضال
والإسلام معا.



على
الجميع أن يدرك أن الاحتلال يبتلع المحافظات الشمالية (الضفة) وينتهك
يوميا تلك الجنوبية (غزة) ولا يبتغي إلا الدمار، كما على الجميع أن يدرك
أن سيناريو غزة عار يجب ألا يتكرر.