القرار 1850 بين أيديكم يا فلسطينيين

من طرف الجمعة 19 ديسمبر 2008, 8:52 pm

القرار 1850 بين أيديكم يا فلسطينيين
ترجمة وتحليل – أبو سمرة المقدسي

النَصّ الكامل للقرارِ 1850 (2008) (حرفي كالتالي(

إنّ مجلس الأمن،

" إذ يَتذكّر كل قراراته ذات العلاقة السابقة، وبشكل خاص قرارات 242, 338, 1397، و1515 ومبادئ مدريد، ويكرر رؤيته للمنطقة حيث دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام ضمن حدود آمنة وحدود مُعترف بها،

" يُرحِّبُ في البيانِ المؤرخ في 9 تشرين ثاني 2008 الصادر من الرباعية والتفاهم المشترك الإسرائيلي الفلسطيني المعلن في مؤتمر أنابوليس في تشرين ثاني 2007 شاملا ما يتعلق بتنفيذ ما تم إنجازه بناءا على خارطة الطريق المؤدي إلى حل دولتين دائمتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني،

" يُلاحِظ أيضا بأن السلام الدائم يمكن فقط أن يُبنى على الإلتزام الدائم باعتراف متبادل يخلو من العنف، والتحريض، والإرهاب، وأن حل الدولتين، يتم بمواصلة البناء على الاتفاقيات والالتزامات السابقة،

" يُلاحِظ أهمية المبادرة العربية لعام 2002،

" ويشجع عمل الرباعية الجاري حاليا لمساندة الأطراف في جهودهم للتوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط،

"1 – يعلن عن مساندته للمحادثات التي أطلقها مؤتمر أنابوليس بتاريخ 27 تشرين ثاني 2007 والتزامه بعدم العودة عن المحادثات الثنائية؛

" 2 – يسـاند المبادئ التي وافقت عليها الأطراف في عملية المحادثات الثنائية وجهودهم التي أصروا عليها للوصول إلى أهدافهم التي ستضفي إلى معاهدة سلام تنهي كافة القضايا الراهنة، شاملا جميع القضايا الرئيسية، بدون أي استثناء، والتي تؤكد جدية عملية الجارية التي أطلقها مؤتمر أنابوليس؛

" 3 – يناشـد الطرفين للإيفاء بالتزاماتهم على أساس الأداء بموجب خارطة الطريق، كما نص عليه التفاهم المشترك في أنابوليس، والامتناع عن أي خطوات يمكن أن تقوض الثقة أو الإضرار بنتائج المحادثات؛

" 4 - يناشـد جميع الدول والمنظمات الدولية للإسهام في خلق مناخ باعث للمحادثات ولمساعدة الدولة الفلسطينية الملتزمة لمبادئ الرباعية ولمبادرة السلام العربية وتحترم التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، لإثراء الموارد المتاحة للسلطة الفلسطينية، وللإسهام في برنامج بناء المؤسسات الفلسطينية في التحضير للدولة؛

" 5 – يَحـُثّ على تركيز الجهود الدبلوماسية لتبني وبالتوازي في تقدم في العملية الثنائية للإعتراف المتبادل والتعايش السلمي بين سائر دول المنطقة ضمن سياق تحقيق سلام شامل، وعادل ودائم في الشرق الأوسط؛

" 6 – يرحّب بالاعتبارات التي اتخذتها الرباعية في التشاور مع الأطراف، لعقد اجتماع دولي في موسكو عام 2009؛

" 7 – يُـقـرِّر (مجلس الأمن) أن يبقى مستحوذا ً على المسألة."
التعليق العام على القرار 1850

انتهى نص القرار 1850

التعليق المستعجل:

1 – قمت بترجمة أول فقرتين من مقدمة القرار ولما وجدتها تتحدث عن عموميات فقد توقفت عن ترجمة بقية الإثني عشر فقرة لأنها ليست من صلب موضوع القرار، على أمل أن أترجمها وأعلق عليها في وقت لاحق، ولكي يأخذ القارئ فقد أدرجت الفقرتين تاليا حتى يلمس العمومية فيها.

مقدمة القرار 1850:
16 كانون أول 2008
مجلس الأمن وثيقة رقم (إس سي – 9539)
مجلس الأمن ، الجلسة رقم 6045 المعقودة صباحا ً

(( النص الحرفي للقرار المتعلق بنزاع الشرق الأوسط، يؤكد مجلس الأمن مساندته لنتائج مقررات أنابوليس ، ويقرر بأن المفاوضات أمر حتمي ولا يمكن الرجوع عنها.
جرى التصويت على القرار فأيدته 14 دولة وامتنعت ليبيا عن تأييد القرارلغموضه.
وإذ يوكد على مساندته للاتفاقيات والمحادثات المنبثقة عن مؤتمر قمة الشرق الأوسط المعقود في عام 2007 في أنابوليس في ولاية ماريلاند، وأهاب مجلس الأمن هذا الصباح على الأطراف، وحكومات المنطقة، والحكومات الأخرى، والمنظمات الدولية لمضاعفة جهودهم للوصول إلى حل الدولتين لقضية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والتوصل إلى تعايش سلمي بين جميع دول المنطقة.

وإذ تبنى المجلس القرار 1850 لعام 2008 بتأييد (14 – 0 ) وامتناع ليبيا ، في جلسة جرى تمثيل أربع من الدول الدائمة العضوية بمستوى الوزراء والدولة الخامسة مثلها رسميين بمستوى عالٍ، وإذ يصرح المجلس بأنه ملتزم بأنه لا رجعة عن المحادثات الثنائية الجارية حاليا بين الاسرائيلييين والفلسطينيين، ويساند المجلس " جهودهما الحازمة للوصول إلى هدفهما بشأن التوصل إلى معاهدة سلام تعالج جميع القضايا الراهنة ...."
انتهت المقدمة (فقرتان من أصل 14 فقرة)

2 – تم التصويت على القرار ووافق عليه 14 دولة وامتنعت ليبيا عن التصويت، وصرح مندوبها بأن سبب امتناعه عن التصويت هو: " غموض القرار".

3 – صدر بخصوص القضية الفلسطينية في المحافل الدولية كثير من القرارات وتمتد على طول تاريخ القضية وقرارات مجلس الأمن إلزامية بينما قرارات الجمعية العامة غير إلزامية، وقد تنكرت إسرائيل والدول الأعضاء وعجزوا وأنكروا تطبيق ولو قرار واحد. وأهم هذه القرارات 242 الذي يقرر الانسحاب من (أراضي أحتلت عام 67، ولأن الرعيان العرب لا يتقنون الانكليزية فهموا أن النص يعيد لهم كل شيء وتبينت أول خدعة من دهاء الداهية اللورد كارادون مندوب بريطانيا) ، على أننا الآن شاهدنا موت جميع قرارات المنظمة الدولية ولم يبق أمامنا إلا أنابوليس وخارطة الطريق والقرار 1850 ولا طريق للحل إلا المحادثات الثنائية ولا يجوز لأي جهة التدخل بما فيها المنظمة الدولية أي زواج كاثوليكي لإسرائيل على السلطة والذكر هو المحتل.

4 – القرار 1458 يتألف من سبع فقرات ولو كان سبع بقرات لشربنا حليبهن ولكن للأسف القرارات بدأت بكلمات جوفاء في صفة الرجاء وليس الإلزام، وجاءت أول كلمة في كل فقرة مختلفة الحرف للتمييز وقد جاريت التمييز بتغميقها ووضعت خطا تحتها تمشيا مع مقاصد الذين كتبوا القرار، وأنا أتحمل مسئولية ودقة الترجمة بما فيها الفواصل والتنقيط والتقويس الصغير والكبير.

5 – حاولت ليبيا وفرنسا تعديل وإضافة نقاط على القرار "مثل المستوطنات، والقدس" إلا أن أمريكا رفضت إي إضافة أو تعديل وقالت لهم بعنجهية من خمس سنوات لم يصدر المجلس قرار بخصوص القضية الفلسطينية وإحمدوا ربكم أنني أوافق على هذا القرار لتوثيق عهدي وعهد بوش بهذه الفقرات فإما أن تقبلوه على علاته أو لا قرار!
وهكذا المفلسون والأعضاء الدائمون واللوبي الصهيوني فوق الرؤوس مغ استطاعوا أن يغيروا ما بنفس رايس وأعوانها.

6 – المآخذ على القرار كثيرة وكل الذي أرجوه من المسئولين الفلسطينيين أن يكاشفوا الشعب في الحقيقة ويعلنوها عارية تماما حتى نتدبر أمورنا مبكرا.

7 – المجلس يدعو للمحادثات الثنائية بمرجعية خارطة الطريق وأنابوليس ولا شيء غيرهما، والمحادثات ليست إلزامية ولم يحدد لها زمن وقد كنا في عام 2007 نقول إن عام السلام والحل هو عام 2008 وارتاحت النفوس بأن هناك تاريخ، وأما اليوم ففركوا بصلة في عيوننا وتركوا المحادثات تدور وتددور إلى ما لا نهاية حتى يوم الدين، ولا سلطان على المتحادثين من أي جهة في النصوص. والسقف الزمني مقصود أن يكون مفتوحا فربما الاستيطان والهجرة يحتاجوا إلى عشرين سنة لتعمير كل فلسطين بالمستوطنات والمصانع والشوارع.

8 – هل من ذكر لأي لوم في القرار، أو أن عام 2008 كان بموجب أنابوليس هو تاريخ قيام الدولة فلم يعتذروا، ولم يذكروا من الذي امتنع بل ولم يذكرونا بذلك التاريخ الموعود، وسار نسيا منسيا.
9 – أين الجدار وأين الاستيطان وأين الحصار وأين القتل والاجتياح، بل وقد خلا القرار من كلمة إحتلال وكلمة إنسحاب، وكلمة قوات عسكرية وكلمة المناطق المحتلة.

10 – القرار أسال لعابنا على المحادثات بقص الوصول لإقامة دولة فلسطينية في السماء أو الأرض أو في البحر لا أحد يدري، وربنا يسترها، وفقط يوم القيامة هو المخرج من هذه المتاهة، أو تبديل القيادات وعلى السادة الأشراف حكامنا أن يتنحوا، وبعدهم الطوفان أشرف من هذه المهانة والذل والتحكم.
أرى أن أنهي بغصة من القلب وأقول كيف وكيف لذوي الاختصاص حاملي الأمانة يسكتون ولم يضربوا نعالهم في مجلس الأمن هناك وأخص بالذكر رؤساء الوفود العرب وسيدي الأبي الأشم عمرو موسى الذين كان يتسمع على ذكر المبادرة العربية ويبتسم ولست أدري ما هي أسباب ذكرها في القرار مرتان.
"أعزي نفسي وإخوتي وشهداؤنا يتحسرون في برزخهم".