ملفاتي المخزنة على الانترنت 4shared.com
مواضيع مماثلة
حالة الطقس في فلسطين من ياهو
الأخبار الرئيسة من إيلاف
هل تريد ترجمة كلمة أم عبارة؟
مدرسة ذكور طمون الثانوية
مدرسة طمون الثانوية للبنين Tammoun Boys Secondery Schoolقم بالترويج لصفحتك أيضاً
اعلانات مبوبة
بحـث
دخول
سحابة الكلمات الدلالية
Google Analytics
عبد الباري عطوان:قنابل وزير خارجية البحرين
صفحة 1 من اصل 1
عبد الباري عطوان:قنابل وزير خارجية البحرين
عبد الباري عطوان:قنابل وزير خارجية البحرين
قنابل وزير خارجية البحرين
عبد الباري عطوان
تعودنا في السنوات الأخيرة أن تأتينا المفاجآت من وزير خارجية دولة قطر
الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ولكنها أتتنا هذه المرة، ومن الوزن
الثقيل، من نظيره البحريني، حيث دعا وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل
خليفة، في حديثه مع الزميلة "الحياة" إلى اقامة "منظمة اقليمية" تضم الدول
العربية واسرائيل وايران وتركيا.
هذا الكلام الخطير لا يمكن ان يصدر، ومن وزير خارجية بحريني، وعلى هامش
اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دون أن يكون هناك
اتفاق حوله، أو مقدمة لتحرك جديد من قبل ما يسمى بدول "الاعتدال العربية"،
للاعتراف الكامل بوجود اسرائيل كدولة اساسية في المنطقة، تمهيداً
للاستعانة بها في الحرب الامريكية - الاسرائيلية ـ العربية المقبلة ضد
ايران، التي باتت تشكل التهديد الاساسي لدول الخليج، والهيمنة الأمريكية
على منابع النفط، وفق التصور الاستراتيجي الخليجي المتنامي.
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة برر دعوته هذه بقيام هذه المنظمة الاقليمية
الجديدة، "لان هذا هو السبيل الوحيد لحل مشاكلنا، وعدم ترك الآخرين لملء
الفراغ". وقال "يجب أن نكون في منظمة واحدة لنتجاوز المرحلة الصعبة التي
يمر بها الشرق الأوسط، مرحلة ما زالت رهينة الماضي". وتساءل "كيف سنمضي،
وكيف سنزيل الحواجز بين شعوب المنطقة".
هذا منطق غريب، لا يقف على أرجل صلبة أو حتى ضعيفة، الهدف منه اطلاق
"بالون اختبار" او التمهيد لأمر خطير، يجري طبخه على "نار حامية"، لاعادة
صياغة التحالفات في المنطقة، وتغيير خريطة الأعداء وهوياتهم، وبما يتلاءم
مع الأولويات الخليجية والأمريكية، بل والاسرائيلية أيضاً.
نفهم ان يطالب وزير الخارجية البحريني بمنظمة اقليمية تضم العرب إلى جانب
ايران وتركيا، وهي دول جميعها مسلمة، وشرق اوسطية، وتستطيع بما تملك من
قدرات استراتيجية، وعمق تاريخي، ان تحل جميع مشاكل المنطقة، اذا ما تعاونت
في ما بينها، ولكن لماذا يتم حشر اسرائيل، وهي الدولة الغريبة المعتدية،
التي تشكل المصدر الرئيسي لمعظم مشاكل المنطقة، وتحتل اراضي لدولها، وتشن
الحروب عليها، وتذكي نار التطرف الأصولي في بلدانها، بسبب تعطيلها للسلام،
وتهويد المقدسات العربية والاسلامية في القدس المحتلة؟!
من الواضح ان العرب سيكونون الحلقة الأضعف في هذه المنظمة الاقليمية، في
حال قيامها، فتركيا قوة اقتصادية وعسكرية عظمى، تحكمها مؤسسات ديمقراطية،
واسرائيل دولة نووية تشكل رأس حربة للعالم الغربي في المنطقة، أما ايران
فتقف على أبواب النادي النووي العالمي، وتنسج تحالفات قوية قائمة على
المصالح مع دول عظمى ناشئة مثل الهند والصين وروسيا، وتملك صناعة عسكرية
متطورة جداً، وخلايا صاحية ونائمة، ومؤسسات بحثية وديمقراطية، أما العرب
فماذا يملكون غير قنوات التفاهة وفتاوى التفريق بين المذاهب في التوقيت
الخطأ، واعادتنا عشرات القرون إلى الوراء، والمقامرة في أسواق الأسهم
والسندات، لإشغال الشعوب عن قضاياها وهمومها الاساسية؟
حشر اسرائيل في هذا التحالف الجديد ليس له اي تفسير آخر غير استقواء "عرب
الاعتدال"، بها في مواجهة ايران، تماماً مثلما استعانوا بالولايات المتحدة
لاخراج القوات العراقية من الكويت، ومن ثم اطاحة النظام العراقي، لتأتي
النتائج كارثية بكل المقاييس. فالولايات المتحدة غير قادرة على شن حرب
جديدة لتبديد القلق الخليجي من القوة والنفوذ الايرانيين المتصاعدين، ولم
يبق امامهم سوى اسرائيل فهم لم يفكروا، ولا يريدون التفكير في الاعتماد
على انفسهم، وبناء قدراتهم الذاتية ويريدون استيراد قوى خارجية حتى لو
كانت اسرائيل، تماماً مثلما يستوردون الخدم الهنود.
فوزير الخارجية البحريني يعلم جيداً ان ايران لا يمكن ان تدخل في تحالف
اقليمي يضم اسرائيل، واضافة ايران إلى اقتراحه هذا هي من قبيل ذر الرماد
في العيون، واطلاق قنبلة دخان، لاخفاء الهدف الأساسي وهو تشكيل "تحالف
سني"، عربي – تركي، تكون اسرائيل ذراعه الضاربة في أي حرب جديدة يتم
التحضير لها حالياً لمنع ايران من امتلاك قدرات نووية.
فالسيد الوزير لم يتطرق مطلقاً للصراع العربي ـ الاسرائيلي، ولا للاحتلال
الاسرائيلي لأرض فلسطين، ومقدساتها، علاوة على اراض سورية ولبنانية،
واعتبر هذا الصراع جزءا من الماضي لا بد من تجاوزه مثلما قال ذلك صراحة في
المقابلة نفسها، وقدم لنا اسرائيل كـ"حمل وديع"، وصديق استراتيجي يمكن ان
يلعب دورا في ملء الفراغ في المنطقة.
لا نعرف ما هو "الفراغ" الذي يتحدث عنه السيد الوزير، واين يوجد، وكيف
سيتأتى اللهم الا اذا كان يقصد نشوءه بعد انسحاب القوات الامريكية
"مهزومة" من العراق وافغانستان، ولكن لماذا لا يملأ هذا الفراغ العرب
والمسلمون انفسهم، وما دخل اسرائيل في هذه الحالة، ولماذا نلقي لها بعجلة
انقاذ من خلال تكريسها قوة معترفا بها في حال خسارتها لحليفها الامريكي
وانكماش قوته في المنطقة والعالم، بفضل حروبه الفاشلة، والأزمة الاقتصادية
الخانقة التي يعيشها بسبب مغامراته الدموية هذه ضد العرب والمسلمين!
اقصى ما توقعناه في هذا الزمن العربي الرديء هو ان تتبنى "دول الاعتدال"
العربي دعوة بضم اسرائيل الى جامعة الدول العربية، لتشجيعها على قبول
مبادرة السلام العربية، وطمأنتها الى نوايا العرب السلمية، ولكن لم يخطر
ببالنا مطلقاً ان يفكر هؤلاء باطار اوسع، اي جعلها عضواً اصيلاً في تحالف
اسلامي يجعلها تتبوأ موقع القيادة، اي اننا نتولى مهمة تسويقها و"تحليل"
التعاون معها في العالم الاسلامي الأرحب.
العرب يعطون اسرائيل صكوك براءة وغفران، ويريدون تكريسها قوة اقليمية
عظمى، في الوقت الذي تطالب ايران بزوالها، وتشن حرباً ضروسا ضدها، وتمول
مقاومة فلسطينية ولبنانية بالمال والصواريخ من اجل التصدي لها وافشال
عدوانها، ويطالبون الجماهير العربية بعد ذلك ان تعادي ايران والشيعة
بتحريض امريكي ـ اسرائيلي!
حتى الاوروبيون انفسهم باتوا يدركون حجم العبء الاسرائيلي الضخم على
كاهلهم، ويعترفون في مجالسهم الخاصة بخطر سياساتها واحتلالاتها على امن
مواطنيهم ومصالحهم، وتحدث عن ذلك صراحة ايهود اولمرت رئيس الوزراء
الاسرائيلي عندما قال في مقابلة صحافية، ان الاوروبيين بدأوا يفضلون حل
الدولة الواحدة، بعد فشل حل الدولتين لقضية فلسطين.
كلام وزير خارجية البحرين خطير للغاية لعدة اسباب، اولها لانه يأتي في وقت
تعلن فيه الولايات المتحدة عن تزويد اسرائيل بطائرات "اف 35" العملاقة
التي تعتبر احدث ما انتجته الصناعة العسكرية الامريكية، ورادارات متطورة
يجري نصبها في منطقة النقب جنوب فلسطين لرصد الصواريخ الباليستيه
الايرانية قبل اطلاقها لضرب اسرائيل في اي رد انتقامي ايراني متوقع.
وثانيها تصاعد مفاجئ للفتاوى السنية التي "تشيطن" الشيعة، وتتحدث عن اتساع
عمليات "التشيع" في الدول السنية، وثالثها تزامنها ايضا مع انباء عن عقد
لقاءات سرية عربية ـ اسرائيلية اكاديمية في اوكسفورد بمشاركة خليجية رسمية.
اختيار البحرين لاطلاق "بالون الاختبار" هذا لم يأت من قبيل الصدفة،
فعمليات التطبيع مع اسرائيل بدأت من خلال الدول الصغرى، والخليجية (قطر
وسلطنة عمان)، ودول الاطراف مثل موريتانيا والمغرب وتونس، مع فارق بسيط،
وهو ان هذه الدول تعرضت لضغوط امريكية، وفي زمن كانت فيه القوة الامريكية
المهيمنة في ذروتها، ومن اجل قيام مكاتب تجارية او دبلوماسية شكلية. اما
دور البحرين، الذي من المتوقع ان تنضم اليه دول اثقل وزناً في المستقبل
القريب، فهو اعادة تأهيل اسرائيل سياسياً، وتسويقها بأسلوب جديد من خلال
تقديمها كقوة حليفة صديقة للعرب السنة.
باختصار شديد، يملك العرب حالياً ثروة هائلة تصل الى تريليون دولار سنوياً
عوائد نفطية، ولا بد من ابتزازها من خلال إخراج امريكا من ازمتها الحالية
بطرق عديدة، ابرزها تفجير حروب في المنطقة لتنشيط تجارة السلاح، وتعزيز
الدور الاسرائيلي، وهنري كيسنجر كان اول المبشرين بالمخطط الجديد.
الرئيس بوش سيدفع 700 مليار دولار لإنقاذ اقتصاد بلاده المنهار بسبب حروبه
الفاشلة ضد العرب والمسلمين، ومن المؤسف ان معظم هذه الاموال سيدفعها
العرب في اشكال عديدة، ابرزها تمويل الحرب ضد ايران مثلما مولوا حربي
امريكا في العراق وافغانستان.
قنابل وزير خارجية البحرين
عبد الباري عطوان
تعودنا في السنوات الأخيرة أن تأتينا المفاجآت من وزير خارجية دولة قطر
الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ولكنها أتتنا هذه المرة، ومن الوزن
الثقيل، من نظيره البحريني، حيث دعا وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل
خليفة، في حديثه مع الزميلة "الحياة" إلى اقامة "منظمة اقليمية" تضم الدول
العربية واسرائيل وايران وتركيا.
هذا الكلام الخطير لا يمكن ان يصدر، ومن وزير خارجية بحريني، وعلى هامش
اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دون أن يكون هناك
اتفاق حوله، أو مقدمة لتحرك جديد من قبل ما يسمى بدول "الاعتدال العربية"،
للاعتراف الكامل بوجود اسرائيل كدولة اساسية في المنطقة، تمهيداً
للاستعانة بها في الحرب الامريكية - الاسرائيلية ـ العربية المقبلة ضد
ايران، التي باتت تشكل التهديد الاساسي لدول الخليج، والهيمنة الأمريكية
على منابع النفط، وفق التصور الاستراتيجي الخليجي المتنامي.
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة برر دعوته هذه بقيام هذه المنظمة الاقليمية
الجديدة، "لان هذا هو السبيل الوحيد لحل مشاكلنا، وعدم ترك الآخرين لملء
الفراغ". وقال "يجب أن نكون في منظمة واحدة لنتجاوز المرحلة الصعبة التي
يمر بها الشرق الأوسط، مرحلة ما زالت رهينة الماضي". وتساءل "كيف سنمضي،
وكيف سنزيل الحواجز بين شعوب المنطقة".
هذا منطق غريب، لا يقف على أرجل صلبة أو حتى ضعيفة، الهدف منه اطلاق
"بالون اختبار" او التمهيد لأمر خطير، يجري طبخه على "نار حامية"، لاعادة
صياغة التحالفات في المنطقة، وتغيير خريطة الأعداء وهوياتهم، وبما يتلاءم
مع الأولويات الخليجية والأمريكية، بل والاسرائيلية أيضاً.
نفهم ان يطالب وزير الخارجية البحريني بمنظمة اقليمية تضم العرب إلى جانب
ايران وتركيا، وهي دول جميعها مسلمة، وشرق اوسطية، وتستطيع بما تملك من
قدرات استراتيجية، وعمق تاريخي، ان تحل جميع مشاكل المنطقة، اذا ما تعاونت
في ما بينها، ولكن لماذا يتم حشر اسرائيل، وهي الدولة الغريبة المعتدية،
التي تشكل المصدر الرئيسي لمعظم مشاكل المنطقة، وتحتل اراضي لدولها، وتشن
الحروب عليها، وتذكي نار التطرف الأصولي في بلدانها، بسبب تعطيلها للسلام،
وتهويد المقدسات العربية والاسلامية في القدس المحتلة؟!
من الواضح ان العرب سيكونون الحلقة الأضعف في هذه المنظمة الاقليمية، في
حال قيامها، فتركيا قوة اقتصادية وعسكرية عظمى، تحكمها مؤسسات ديمقراطية،
واسرائيل دولة نووية تشكل رأس حربة للعالم الغربي في المنطقة، أما ايران
فتقف على أبواب النادي النووي العالمي، وتنسج تحالفات قوية قائمة على
المصالح مع دول عظمى ناشئة مثل الهند والصين وروسيا، وتملك صناعة عسكرية
متطورة جداً، وخلايا صاحية ونائمة، ومؤسسات بحثية وديمقراطية، أما العرب
فماذا يملكون غير قنوات التفاهة وفتاوى التفريق بين المذاهب في التوقيت
الخطأ، واعادتنا عشرات القرون إلى الوراء، والمقامرة في أسواق الأسهم
والسندات، لإشغال الشعوب عن قضاياها وهمومها الاساسية؟
حشر اسرائيل في هذا التحالف الجديد ليس له اي تفسير آخر غير استقواء "عرب
الاعتدال"، بها في مواجهة ايران، تماماً مثلما استعانوا بالولايات المتحدة
لاخراج القوات العراقية من الكويت، ومن ثم اطاحة النظام العراقي، لتأتي
النتائج كارثية بكل المقاييس. فالولايات المتحدة غير قادرة على شن حرب
جديدة لتبديد القلق الخليجي من القوة والنفوذ الايرانيين المتصاعدين، ولم
يبق امامهم سوى اسرائيل فهم لم يفكروا، ولا يريدون التفكير في الاعتماد
على انفسهم، وبناء قدراتهم الذاتية ويريدون استيراد قوى خارجية حتى لو
كانت اسرائيل، تماماً مثلما يستوردون الخدم الهنود.
فوزير الخارجية البحريني يعلم جيداً ان ايران لا يمكن ان تدخل في تحالف
اقليمي يضم اسرائيل، واضافة ايران إلى اقتراحه هذا هي من قبيل ذر الرماد
في العيون، واطلاق قنبلة دخان، لاخفاء الهدف الأساسي وهو تشكيل "تحالف
سني"، عربي – تركي، تكون اسرائيل ذراعه الضاربة في أي حرب جديدة يتم
التحضير لها حالياً لمنع ايران من امتلاك قدرات نووية.
فالسيد الوزير لم يتطرق مطلقاً للصراع العربي ـ الاسرائيلي، ولا للاحتلال
الاسرائيلي لأرض فلسطين، ومقدساتها، علاوة على اراض سورية ولبنانية،
واعتبر هذا الصراع جزءا من الماضي لا بد من تجاوزه مثلما قال ذلك صراحة في
المقابلة نفسها، وقدم لنا اسرائيل كـ"حمل وديع"، وصديق استراتيجي يمكن ان
يلعب دورا في ملء الفراغ في المنطقة.
لا نعرف ما هو "الفراغ" الذي يتحدث عنه السيد الوزير، واين يوجد، وكيف
سيتأتى اللهم الا اذا كان يقصد نشوءه بعد انسحاب القوات الامريكية
"مهزومة" من العراق وافغانستان، ولكن لماذا لا يملأ هذا الفراغ العرب
والمسلمون انفسهم، وما دخل اسرائيل في هذه الحالة، ولماذا نلقي لها بعجلة
انقاذ من خلال تكريسها قوة معترفا بها في حال خسارتها لحليفها الامريكي
وانكماش قوته في المنطقة والعالم، بفضل حروبه الفاشلة، والأزمة الاقتصادية
الخانقة التي يعيشها بسبب مغامراته الدموية هذه ضد العرب والمسلمين!
اقصى ما توقعناه في هذا الزمن العربي الرديء هو ان تتبنى "دول الاعتدال"
العربي دعوة بضم اسرائيل الى جامعة الدول العربية، لتشجيعها على قبول
مبادرة السلام العربية، وطمأنتها الى نوايا العرب السلمية، ولكن لم يخطر
ببالنا مطلقاً ان يفكر هؤلاء باطار اوسع، اي جعلها عضواً اصيلاً في تحالف
اسلامي يجعلها تتبوأ موقع القيادة، اي اننا نتولى مهمة تسويقها و"تحليل"
التعاون معها في العالم الاسلامي الأرحب.
العرب يعطون اسرائيل صكوك براءة وغفران، ويريدون تكريسها قوة اقليمية
عظمى، في الوقت الذي تطالب ايران بزوالها، وتشن حرباً ضروسا ضدها، وتمول
مقاومة فلسطينية ولبنانية بالمال والصواريخ من اجل التصدي لها وافشال
عدوانها، ويطالبون الجماهير العربية بعد ذلك ان تعادي ايران والشيعة
بتحريض امريكي ـ اسرائيلي!
حتى الاوروبيون انفسهم باتوا يدركون حجم العبء الاسرائيلي الضخم على
كاهلهم، ويعترفون في مجالسهم الخاصة بخطر سياساتها واحتلالاتها على امن
مواطنيهم ومصالحهم، وتحدث عن ذلك صراحة ايهود اولمرت رئيس الوزراء
الاسرائيلي عندما قال في مقابلة صحافية، ان الاوروبيين بدأوا يفضلون حل
الدولة الواحدة، بعد فشل حل الدولتين لقضية فلسطين.
كلام وزير خارجية البحرين خطير للغاية لعدة اسباب، اولها لانه يأتي في وقت
تعلن فيه الولايات المتحدة عن تزويد اسرائيل بطائرات "اف 35" العملاقة
التي تعتبر احدث ما انتجته الصناعة العسكرية الامريكية، ورادارات متطورة
يجري نصبها في منطقة النقب جنوب فلسطين لرصد الصواريخ الباليستيه
الايرانية قبل اطلاقها لضرب اسرائيل في اي رد انتقامي ايراني متوقع.
وثانيها تصاعد مفاجئ للفتاوى السنية التي "تشيطن" الشيعة، وتتحدث عن اتساع
عمليات "التشيع" في الدول السنية، وثالثها تزامنها ايضا مع انباء عن عقد
لقاءات سرية عربية ـ اسرائيلية اكاديمية في اوكسفورد بمشاركة خليجية رسمية.
اختيار البحرين لاطلاق "بالون الاختبار" هذا لم يأت من قبيل الصدفة،
فعمليات التطبيع مع اسرائيل بدأت من خلال الدول الصغرى، والخليجية (قطر
وسلطنة عمان)، ودول الاطراف مثل موريتانيا والمغرب وتونس، مع فارق بسيط،
وهو ان هذه الدول تعرضت لضغوط امريكية، وفي زمن كانت فيه القوة الامريكية
المهيمنة في ذروتها، ومن اجل قيام مكاتب تجارية او دبلوماسية شكلية. اما
دور البحرين، الذي من المتوقع ان تنضم اليه دول اثقل وزناً في المستقبل
القريب، فهو اعادة تأهيل اسرائيل سياسياً، وتسويقها بأسلوب جديد من خلال
تقديمها كقوة حليفة صديقة للعرب السنة.
باختصار شديد، يملك العرب حالياً ثروة هائلة تصل الى تريليون دولار سنوياً
عوائد نفطية، ولا بد من ابتزازها من خلال إخراج امريكا من ازمتها الحالية
بطرق عديدة، ابرزها تفجير حروب في المنطقة لتنشيط تجارة السلاح، وتعزيز
الدور الاسرائيلي، وهنري كيسنجر كان اول المبشرين بالمخطط الجديد.
الرئيس بوش سيدفع 700 مليار دولار لإنقاذ اقتصاد بلاده المنهار بسبب حروبه
الفاشلة ضد العرب والمسلمين، ومن المؤسف ان معظم هذه الاموال سيدفعها
العرب في اشكال عديدة، ابرزها تمويل الحرب ضد ايران مثلما مولوا حربي
امريكا في العراق وافغانستان.
- تاريخ التسجيل : 01/01/1970
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى